الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

بعد أخلاقي

في إحدى الأوقات من التاريخ الأمريكي، تكونت فرق تُؤمن بالنازيّة أو ما يعرف سياسياً بالـ’’ النازيون الجدد‘‘ وهي حركات سياسية تتخذ نازية هتلر منهجاً لها وقائداً، هي مجموعات عامة تتكون من ذوي البشرة البيضاء وتضهد وتمارس التمييز ضد كل ما هو غير أمريكي في وجه نظرهم؛ الزنوج والأسيويين والكوريين والمهاجرين غير الشرعيين واليهود. ويؤمن كثيرٌ من النازيون الجُدد في أميركا بمؤامرة من الحكومة لتوظيف اليهود في الحكومة سريّاً أو كما يدعونها الـ(زوج ماشين - ZOG Machine) أو ’’مؤسسة التوظيف الصهيونيّة‘‘، وقد مارست تلك المجموعات العنف تجاههم لاعتقادهم أنهم يمثلون عقبة في طريقهم وطريق تقدم أمريكا وأنهم ليسوا أمريكيين بشكلٍ كافٍ لينعموا بالرخاء والوظائف التي تُوفرّها لهم الحكومة الأمريكية، وأنهم ليس من حقهم أن تصرف أمريكا تلك المبالغ الضخمة لتوظيفهم وتتجه الحكومة لتوفير أموال الضرائب لتوظيف الأمريكيين ولتحقيق سبل الرفاهية والمعيشة لهم. وتكونّت لاحقاً ميليشيات مسلحة وغير مسلحة تقوم بتخريب الأماكن والمحلات التي يملكها هؤلاء الغير أمريكيين.

American.History.X.1998.720p.BluRay.x264-REVEiLLE.mp4_snapshot_00.38.01_[2013.09.04_15.20.50]
(Picture belongs to its original owner
No copyright infringement intended)

’’لقد شهدتُ المجدَ مع الرجال في حديقة الحيوان،
لقد اغتسلنا بدماء الزنوج و أيضاً بدماء المُهجنيّن،
دمرنا مؤسسة التوظيف الصهيونية...
من أول يهودي حتى آخر يهودي فيها.
الرجل الأبيض... يبلغ المجد.‘‘
- جوني ريبيل، أغنية (الرجلُ الأبيضُ يتقدم)
“The White Man Marches On from the movie “American History X

لنتكلم بشكل محلي أكثر، بعد انطلاق موجات الإعلام المصري الموجه لاعتصام رابعة العدوية الذي قامت السلطات بفضة بطريقة إرهابية غير آدمية بالمرة، قبلها دعت السلطات لمليونيّه تفويض ضد الإرهاب، لكني حتى الآن لا أفهم لما قد تُقدم سلطة في أي دولة في العالم علي طلب تفويضٍ لتنفيذ عملها المنوط به. لكن كما يقولون ’’كل شيء وارد في دول العالم الثالث!‘‘، حدث الأمر ونزلت الملايين لتفويض الجيش ضد الإرهاب، أو بالأحرى ضد الإخوان المسلمين ومؤيدي مرسي الذين أصبحوا فجأة إرهابين وجب قتلهم طبقاً بروباجاندا الإعلامية التي لا تختلف كثيراً مع تلك التي كانت أيام الثورة المصرية ’’25 يناير‘‘...
التحرير: ’’علاقات جنسية كاملة.‘‘
رابعة: ’’جهاد نكاح‘‘
التحرير: ’’كنتاكي وعملاء وإيرانيين‘‘
رابعة: ’’إرهابين وخونة وحمساويين‘‘
لم تنجح بروباجاندا الإعلام مع ثورة الخامس والعشرين من يناير لأسبابٍ عديدة منها أن المشاهد في المنزل ’’حزب الكنبة‘‘ لم يكن مُسيساً بعد وحديث عهدٍ بالديموقراطية وكان أيضاً من كارهي مُبارك ولكن يميل كثيراً إلي الاستقرار والأمان، أما في حالة مُرسي فإن الجميع كره مُرسي وكره خطاب الإخوان المتكبر وفشلهم وغبائهم الإداري والسياسي في احتواء الأزمات مما جعل حزب الكنبة ينساق حديث الإعلام في شيّطنة الإخوان، الإخوان قرروا حقاً أن يتركوا الواقع ويتجهوا إلي العيش في أحلامهم، فشككوا من قدرة تمرد علي الحشد، وحدث ما حدث! وانتصرت 30 يونيه وفُض إعتصام رابعة العدوية.

أما علي الجانب الإنساني، اتجه كثيرٌ من المصريين إلي العنصرية ضد هذا التيار بطريقة مريبة وتستحق الدراسة فأصبح يتم التمييز ضد الملتحين والمنقبات ووصفهم بأبشع الألفاظ تصوراً أن كُل ملتحٍ هو إخوان وأن كل معارض لحكم السيسي أصبح إخوان وأصبح بالتالي إرهابيّاً في نظرهم وعلى جانبٍ آخر قامت بعض المجموعات بعد حرق المقرات -هذا الشيء الذي يبدوا ليس منبئاً بكارثة- لإحراق محلات الإخوان التجارية مما دفع سلسلة محلات التوحيد والنور لوضع صورة السيسيعلي أبوابها لمنع تلك المجموعات الساخطة، وزف القيادات أثناء إلقاء السُلطات القبض عليهم، الوضع لا يبشر بخير فلا ينقصنا سوى إحدى النسخ لـ’’ كو كلوكس كلان‘‘ الأمريكية أو اتجاه مثل تلك الجماعات للعمل سريّاً مرةً أخرى فالعواقب قد تكون وخيمة.


أراكم المرة القادمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق