السبت، 12 أكتوبر 2013

وقتلاهم في النار

لا أدري لم يصنفني أفراد عائلتي بأنني من ’’مؤيدي الانقلاب‘‘، ’’محبي السيسي‘‘ وأحياناً بـ’’عدو الإسلام‘‘؛ لا أدري كيف يستنبطون آرائهم وعلي أي أساس ولكن ما العمل هكذا فهموا وهكذا أصبح نمط الحوار وعندما حدث ما حدث يوم 2/7 كنت خائفاً من مواجهتهم لأنني كنت حزيناً لتولي العسكر مرة أخري السلطة وفي نفس الوقت كنت سعيداً لذهاب مرسي إلي المجهول، نعم! فرحت ولم أكن يوماً من محبي هذا الشخص أو جماعته علي عكس أفراد عائلتي الذين كانوا يرون في هذا المرسي صلاح الدين الذي سيعبر بمصر من الظلام إلي النور وليجعل القدس عاصمة الشرق الأوسط، لكن شاء المولى أن يعزل صلاح الدين القرن الـ21.

لستُ هنا لأتحدث عن مرسي فقد ولى زمنه أنا هنا لأتحدث عن تلك النظرة النمطية التي ينظر بها هؤلاء للثوار؛ تحدثت من قبل عن موقف حدث بالفعل في أكاديمية الشروق عندما كان أفراد من 6 إبريل وحزب الدستور وآخرون وكنتُ معهم وكنّا نهتف ضد المُرشد وضد العسكر وحدثت مضايقاتٍ عدة من هؤلاء الطلبة الذين ينتمون للحرية والعدالة وقد قام محمد شومان –رئيس اتحاد طلبة أكاديمية الشروق- ساعتها بقول ’’بلاش هتاف ضد العسكر!‘‘ وتلقى بعدها أفراد من 6 إبريل علي رأسهم أحمد حسين للتحقيق علي يد أمن الجامعة ولم يحرك اتحاد الطلبة ساكناً في تلك القضية. وتدور الأيام ويحدث ما حدث 30/6 لينظم طلبة الإخوان والمتعاطفين معهم وقفة للتنديد بما حدث في رابعة العدوية حاملين لافتات رابعة وعلماً كبيراً يحمل اللافتة نفسها ليقوم الأمن بمضايقتهم ومحاولة مصادرة العلم وقد فعلوا لكن من وقف في مجابهة الأمن وحاول منع مضايقتهم للطلبة كان شخصاً من الذين تم التحقيق معهم ولم يحرك أتحادهم ساكناً.

يطالب الإخوان الثوار الآن بالثوريّة بعد أن فشلوا سياسياً رغم أن القوى الثورية الذي يطالبونهم الآن بالثوريّة كانوا ينادون بذلك عندما كانت الثورة في أوجها ولكنهم اختاروا لعب السياسة وترك الميادين وقد وكما نقول بالعامية المصرية –لبسوا الخازوق صح- فقط لانهم تخلوّ عن الميادين واختاروا حضن العسكر وقد كان وبعد أن حقق العسكر مراده – قلادة النيل لطنطاوي وفرم ملفات الفساد- وجد العسكر حباً آخر فقد نال مُراده هو والداخلية الشريفة  -علي حد قول مرسي في خطاب الشرعيّة الشهير-  من مرسي وتخلوّ عنه بما يمكنك أن تسميه ما شئت ثورة منظمة أو انقلاباً مكتمل الأركان والذي أميل بأن أسميه بالثانية! سيفعل الجيش ما يريد مع (تمرد) ثم سيتركها لمراده الأصليّ من وراء –الثورة أو الانقلاب- وهو قلادة النيل للسيسي وفرم ملفات الفساد لكن هذه المرة مع تحصين للمؤسسة العسكرية وعدم المساس بميزانيتها وبهذا يعيش السيسي كطنطاوي رمزاً للفشخ الوطني ويتم التغاضي تاريخيّاً عن المجازر التي أرتكبها كلاً من السيسي وطنطاوي.

ويسألونك عن القصاص؟ قل علمه عند ربي في كتابٍ لا يضل ربي ولا ينسى!
عندما يسألني أحدهم عن القتلى والشهداء والذي أشعرُ بأن مصطلح شهيد قد أسيئ استخدامه؛ فبعد أن كان شيئاً عظيماً وصعبَ المنالِ، بات من السهل جداً أن تُصبح شهيداً، فقط انزل في مظاهرة في مصر، سَتُصبح شهيداً، أو لا تكلف نفسك يمكنك أن تموت في المستشفى شهيداً للإهمال، أو تُطعنُ في الخلفِ فتسمى شهيد غدر، لقد فقد المُصطلح رونقه هذه الأيام، لا أريدُ أن أصبحَ شهيداً، نعم، لقد قلتها وأرتاح قلبي أخيراً، لا أريد أن أصبح شهيداً يختلف علي شهادته كل فصيل، فتغدوا شهيداً لو كنت في تيار معين، و "تُحسبُ شهيداً" إذا كنت في التيار المعادي، إذا كانت هذه شهادتكم، فلتشربوها ببعضٍ من السكر والحليب، قد أهنتم من مات شهيداً حقاً في أرضِ معركةٍ أو في الثورة حقاً! ما أعرفه عن الشهادة هو ذلك الجزاء من المولى في القرآن! لذا عندما يسألني عن القصاص لمن قتلهم السيسي في رابعة أقول له جبت حق شهداء 25 يناير، محمد محمود، مجلس الوزراء، العباسية، بورسعيد؟ يقولي ’’لأ!‘‘ أقوله ’’يبقى هنفضل نموت وخلاص!‘‘ فعندما يضيع القصاص يهون الدم! ، وهناك أسئلة عديدة تخص موضوع القصاص هل يثور الإخوة فقط لقتلاهم -طبقاً لمقولتهم الشهيرة: شهدائنا في الجنة وقتلاهم في النار- وعلي أي أساس أصلاً تطالب الثوار بالانضمام إليكم إذا كنت تعتقد أن قتلاهم في النار وما دلالة قلادة النيل؟ وهل تم طوي صفحة شهداء ما قبل الرئاسة؟! وأصبح الشهداء هم شهداء الإخوة وفقط.

يقارن البعض ما حدث من فض في رابعة العدوية بالـهولوكوست الذي قام به هتلر -رغم أنه لا توجد وثيقة رسمية أو أي مستند يربطهما ببعض-؟  أي يقارنوا هتلر بالسيسي... المقارنة ظالمة لأنه عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى كان أدولف هتلر يخدم في الاحتياطي السادس عشر، وكان يعمل كمرسالاً بين الجيوش، وفي عام 1916 في معركة السوم أصيب هتلر أصابات بالغة وعاد مرة أخري بعدها بعام إلي الجبهة لاستئناف المعركة وكان مصدر إلهام للكثيرين الذين اعتبروه معلماً لمفهوم الحياة العسكرية وبعدها بعام وتحديداً في أكتوبر 1918 أصيب هتلر بعمى مؤقت نتيجة تعرضه لغاز الخردل ونقل إلي أحد المستشفيات الميدانية ليتلقى العلاج هتلر الذي أعتبر الحرب هي أكبر خبرات حياته. كان هذا هو ’’الذئب النبيل هتلر‘‘ القائد المُحارب فكيف تقارن هتلر بسيسي؟

Adolf_Hitler-1933
الذئب النبيل هتلر، 1933.

1: Amro Ismaiel Abd El-Raouf  - June 14 at 12:10am

أراكم المرة القادمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق